مارون عبود

1886 - 1962 / لبنان

مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم - Poem by مارون عبود

طَـبعتْكَ كـفُ الله سيفَ أمان
كـمنَ الـرّدى في حدِه للجاني
الـعدلُ قـائمهُ وفـي اِفْـرَنْدهِ
سـورُ الـهدى نُزلّن سحر بيان
وعـليك أمـلى الله مـن آياته
شـهباً هـتكْنَ مـدارع البُهتان
لـولا كـتابك مـا رأينا معجزاً
فـي أمـةٍ مـرصوصة الـبنيان
حملت إلى الأقطار من صحرائها
قـبسَ الهدى ومطارفَ العمران
هـادٍ يُـصوَّر لـي كأنّ قَوامه
مـتجسدٌ مـن عـنصر الإيمان
وأراه يـغضب لـلإله مـوحداً
مـن نـخلةٍ فـي عِرقِها صِنوان
لـم يُـزْهِهِ بـدرٌ ولا أحدٌ ثنى
عـزماتِه عـن خِـطة العرفان
فـهو الـيقين يصارع الدنيا ومنْ
جـاز الـيقين يـعودُ بالخذلان
وكـذا الـنّبوة حكمةٌ وصرامةٌ
وتـقى وإلـهام وفـرطُ حـنان
هـي ذلـك الرّوح التي تَتَقَمَّصُ
الأبـطالَ للحدث العظيم الشان
تُـلقي على الأبطال شِكّتها فتدفـعهم
فـينفجرون كـالبركان
لـك فـي السماء منصةٌ قدسيةٌ
قـامَتْ عـلى التوحيد والميزان
مـا كنتَ سفاحا ولم تسفك دماً
إلا بـحـق الـعـادل الـديان
لـو كنتَ في قوم تسيخُ عقولهم
وحـياً لـكنت كأطوع الحملان
قـد أحرجوك فأخرجوك فنِلْتَهم
ومـذ ارعووا عن ذلك الطغيان
وسمحتَ ثم صفحتَ عن آثامهم
وغـمرتَهم بـالفيءِ والإحسان
لـلـه ديـنك جـنةٌ مـختومةٌ
مـن كـل فـاكهةٍ بها زوجان
ديـنٌ تـدفّق حـكمةً وتجدداً
كـالبحر لـفظاً والسماءِ معاني
ألّـفت مـنه وحـدةً كـونيةً
الـعـبدُ والـمولى بـها نِـدان
يـامَنْ يـموتُ ودرعـه مرهونةٌ
قـد دُسـتَ مجدَ الأصفرِ الرّنان
لـو أَدّتِ الناسُ الزكاةَ وأنصفوا
مـا كـان فـي الدنيا فقيرٌ عاني
يـسّرتَ للناس الشؤونَ فأيسروا
أمـا الـهوى فـكبحتَهُ بـعِنان
وجمعت حولك يا رسولُ صحابةً
بـعمائمٍ أزهـى مـن التيجان
خَـشُنَتْ ملابسهم ولان جوارهم
بـالعدل فـالأعداءُ كـالإخوان
تشقى العدالةُ في القصور وأنت قدْ
أسـعدْتَها بـمضاربِ الـعربان
أمـعلمَ الـتوحيد وَحِّـد أمـةً
قــدْ فـرقَتْها نُـعرة الأديـان
يـتنازعون على السماء وأرضهم
فـي قـبضة الـرُّواد والـحَدثان
فـلتنحنيْ الأجـيالُ إجلالاً لدى
ذكـرِ الـنّبي الأطـهر العدنان
ولـينعق الـمتعصبون فـلم يَضُرْ
طـيرَ الـجنان تـمنطقُ الغربان
231 Total read