إلياس فرحات

1893 - 1976 / لبنان

خلود الفتوَّة - Poem by إ

سكْرٌ مـن الألـحـاظ والأكـــــــــــــوابِ
غمـر الـوقـارَ بـمـوجه الـــــــــــوثّابِ
لـو أن مـا بـي مـنه كـان بنـــــــــاسكٍ
غنّى الجـمـالَ بـمعزفٍ وربــــــــــــــاب
فـي الخمـر للـمغرى بـهـا سببٌ وفـــــــي
هـذي العـيـون بقـيّة الأسبــــــــــــاب
يُضرمـنَ فـيـــــــــــه لظى الغرام بنظرةٍ
مشـروحةٍ عبثًا بألف كتـــــــــــــــــاب
سـرُّ الـحـيـاة، ومـا الـحـيـاةُ وسـرّهـــا
إلا بنظرة يـافعٍ وكَعــــــــــــــــــاب
قصرُ الـوجـود عـلـيـه قـام وكــــــــوخه
وخبـاؤه الـمشدود بـالأطنـــــــــــــاب
فإذا تلاقى النـاظران تـــــــــــــولّدتْ
دنـيـا معطرة الثرى بـمــــــــــــــلاب
وتـمتّع الفـانـي ببضع دقـــــــــــــائقٍ
غُرٍّ كأيـام الخلــــــــــــــــــود عِذاب
وتعطّشـتْ حـرّى القـلـوب إلى الهــــــــوى
وإلى سمـــــــــــــــــاع حديثه الخلاّب
لهفـي عـلى عهد الصِّبـا لـم يبقَ لـــــــي
مـنه سـوى أمـنـيّةِ الـمتصـابـــــــــــي
ولَّى وقـد ولّى الربـيعُ أمـا تــــــــــرى
طـيفَ الخريف يـطـوف بـالأبـــــــــواب؟
وغدا الـحسـانُ إذا جلسنَ إلى الهـــــــوى
بـيـن الخمـائل مـا حسبنَ حسـابـــــــــي
والظلـم كلُّ الظلـم أن يضحكـنَ مـــــــــن
شـيبـي وهـنَّ النـاهـبـات شبـابـــــــــي
مـن ذا يـقـول لهـنَّ إن لهـنَّ فــــــــــي
قـلـبـي مـن الـحـب القـديـم مَخـابـــــي
وطلائع الشـيب الـتـي طلعت عــــــــــلى
فـوديَّ لـم تطلع عـلى أعصـابــــــــــــي
وأظافرُ الـدهـر الـتـي لغرورهــــــــــا
خدشـتْ قشـوري لـم تـمسَّ لُبـابـــــــــــي
الـدهـرُ يعجز عـن فتـوّة شـاعـــــــــــرٍ
عـاصٍ عـلى حدثــــــــــــــــــانه غلاّب
غَزِلٍ اذا غنّى الهـوى لرواهــــــــــــــبٍ
لازمـنَه وتـركـنَ كلَّ ثــــــــــــــــواب
نهـمٍ إلى أكل الجـمـال وشـربـــــــــــه
متعفّفٍ عـن مأكل وشـــــــــــــــــــراب
شـرُّ الـمـجـالس مـجلسٌ لا يـزدهـــــــــي
بـزواهـر الـوجنـات والأثــــــــــــواب
والعـيشُّ وهـو بـهـنَّ أعذب مـــــــــــوردٍ
مـا كـان لـولاهـنَّ غـير ســــــــــــراب
هـنَّ النجـوم ورصدهـنَّ لـبـانـتــــــــــي
أنّى اتجهـن أدرتُ إسطرلابــــــــــــــي
213 Total read