نزار قباني

1923-1998

أمشاط ليلى العامرية - Poem by نزار ق

حتى تنتصرَ القصيدةْ
على المسدَّسِ الكاتِمِ للصوتْ
وينتصرَ التلاميذْ
على الغازات المُسيلَةِ للدموعْ
وتنتصرَ الوردةْ
على هَرَاوةِ رَجُل البوليسْ
وتنتصر المكتباتْ
على مصانع الأسلحةْ
13
حتى أستعيد الأشياءَ التي تُشْبِهُنِي
والقِططَ الشاميّةَ التي كانت تُخَرْمِشُني
والكتاباتِ .. التي كانَتْ تكتُبُني
أريدُ.. أن أفتحَ كُلَّ الجواريرْ
التي كانتْ أمّي تُخبِّئُ فيها
خاتمَ زواجها
وأساوِرَها الذهبيّةَ المبْرُومَةْ
ومسْبَحَتها الحجازيَّةْ
وخُصْلةً من شَعْْري الذهبيّْ
بقيت تحتفظُ بها
منذُ يوم ولادتي
14
كلُّ شيءٍ يا سيِّدتي
(دَخَلَ في (الكُومَا
إنتصرتْ على قَمَر الشُعَرَاءْ
تفوَّقتْ على نشيد الإنشادْ
وقصائدِ لوركا.. وماياكوفسكي
وبابلو نيرودا
15
أريدُ أن أُحبَّكِ، يا سيدتي
قبل أن يُصْبحَ قلبي
قِطْعَةَ غيارٍ تُباعُ في الصيدلياتْ
(فأطِبَّاءُ القُلُوبِ في (كليفلاندْ
كما تُصنعُ الأحذيَةْ
السماءُ يا سيِّدتي، أصبحتْ واطِئَةْ
والغيومُ العالية
أصبحتْ تَتَسَكَّعُ على الأَسْْفَلتْ
وجمهوريةُ أفلاطونْ
وشريعةُ حَمُّورابي
ووصايا الأنبياءْ
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة
أن أُحِبَّكِ
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً
وجمهوريةُ أفلاطونْ
وشريعةُ حَمُّورابي
ووصايا الأنبياءْ
وكلامُ الشعراء
صارت دون مستوى سَطْح البحرْ
لذلكَ نَصَحني السَحَرةُ، والمُنجِّمونَ
ومشايخُ الطُرُقِ الصُوفِيَّة
أن أُحِبَّكِ
حتى ترتفعَ السماءُ قليلاً
283 Total read