نزار قباني

1923-1998

أحبكِ.. أحبكِ.. وهذا توقيعي - Poem by نزار قبان

هل عندكِ شَكٌّ أنَّكِ أحلى امرأةٍ في الدُنيا؟
وأَهَمَّ امرأةٍ في الدُنيا ؟
هل عندكِ شكّ أنّي حين عثرتُ عليكِ
ملكتُ مفاتيحَ الدُنيا ؟
هل عندكِ شكّ أنّي حين لَمَستُ يَدَيْكِ
تغيَّر تكوينُ الدنيا ؟
هل عندكِ شكّ أن دخولَكِ في قلبي
هو أعظمُ يومٍ في التاريخ
وأجمل خَبَرٍ في الدُنيا ؟
هل عندكِ شكٌّ في مَنْ أنتْ ؟
يا مَنْ تحتلُّ بعَيْنَيْها أجزاءَ الوقتْ
يا امرأةً تكسُر ، حين تمرُّ ، جدارَ الصوتْ
لا أدري ماذا يحدثُ لي ؟
فكأنَّكِ أُنثايَ الأُولى
وكأنّي قَبْلَكِ ما أحْبَبْتْ
وكأنّي ما مارستُ الحُبَّ . . ولا قبَّلتُ ولا قُبِّلتْ
ميلادي أنتِ .. وقَبْلَكِ لا أتذكّرُ أنّي كُنتْ
وغطائي أنتِ .. وقَبْلَ حنانكِ لا أتذكّرُ أنّي عِشْتْ
وكأنّي أيّتها الملِكَهْ
من بطنكِ كالعُصْفُور خَرَجتْ
هل عندكِ شكٌّ أنّكِ جزءٌ من ذاتي
وبأنّي من عَيْنَيْكِ سرقتُ النارَ
وقمتُ بأخطر ثَوْرَاتي
أيّتها الوردةُ .. والياقُوتَةُ .. والرَيْحَانةُ
والسلطانةُ
والشَعْبِيَّةُ
والشَرْعيَّةُ بين جميع الملِكَاتِ
يا سَمَكَاً يَسْبَحُ في ماءِ حياتي
يا قَمَراً يطلع كلَّ مساءٍ من نافذة الكلِمَاتِ
يا أعظمَ فَتْحٍ بين جميع فُتُوحاتي
يا آخرَ وطنٍ أُولَدُ فيهِ
وأُدْفَنُ فيه
وأنْشُرُ فيه كِتَابَاتي
يا امْرأَةَ الدَهْشةِ .. يا امرأتي
لا أدري كيف رماني الموجُ على قَدَميْكْ
لا ادري كيف مَشَيْتِ إليَّ
وكيف مَشَيْتُ إليكْ
يا مَنْ تتزاحمُ كلُّ طُيُور البحرِ
لكي تَسْتوطنَ في نَهْدَيْكْ
كم كان كبيراً حظّي حين عثرتُ عليكْ
يا امرأةً تدخُلُ في تركيب الشِعرْ
دافئةٌ أنتِ كرمل البحرْ
رائعةٌ أنتِ كليلة قَدْرْ
من يوم طرقتِ البابَ عليَّ .. ابتدأ العُمرْ
كم صار جميلاً شِعْري
حين تثقّفَ بين يديكْ
كم صرتُ غنيّاً .. وقويّاً
لمّا أهداكِ اللهُ إليَّ
هل عندكِ شكّ أنّكِ قَبَسٌ من عَيْنَيّْ
ويداكِ هما استمرارٌ ضوئيٌّ ليَدَيّْ
هل عندكِ شكٌّ
أنَّ كلامَكِ يخرجُ من شَفَتيّْ ؟
هل عندكِ شكٌّ
أنّي فيكِ . . وأنَّكِ فيَّ ؟؟
يا ناراً تجتاحُ كياني
يا ثَمَراً يملأ أغصاني
يا جَسَداً يقطعُ مثلَ السيفِ
ويضربُ مثلَ البركانِ
يا نهداً .. يعبقُ مثلَ حقول التَبْغِ
ويركُضُ نحوي كحصانِ
قولي لي
كيف سأُنقذُ نفسي من أمواج الطُوفَانِ
قُولي لي
ماذا أفعلُ فيكِ ؟ أنا في حالة إدْمَانِ
قولي لي ما الحلُّ ؟ فأشواقي
وصلَتْ لحدود الهَذَيَانِ
يا ذاتَ الأَنْف الإغْريقيِّ
وذاتَ الشَعْر الإسْبَاني
يا امْرأَةً لا تتكرَّرُ في آلاف الأزمانِ
يا امرأةً ترقصُ حافيةَ القَدَمَيْنِ بمدْخَلِ شِرْياني
من أينَ أتَيْتِ ؟ وكيفَ أتَيْتِ ؟
وكيف عَصَفْتِ بوجداني ؟
يا إحدى نِعَمِ الله عليَّ
وغَيْمَةَ حُبٍّ وحَنَانٍ
يا أغلى لؤلؤةٍ بيدي
آهٍ .. كم ربّي أعطاني
422 Total read