واختنق عامل من شمال أفريقيا
في كوخه
وانتهت أوى أناشيدي
بزفرة موجعة
وانزلقت في الرذيلة فاطمة
التماسا لكسرة الخبز
إن تاريخا كاملا ليسطر بمثل هذه الأحداث
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء
هذه السماء ليست إلا كفنا هنا
ولكنها في بلادي مشعل يتقد
إنها كيوم احد فقئت عيناه
إنها كربيع منهوب أبدا
لم يمض يوم بلا مأساة
لقد ألفت سيمفونيتي
من ألحان الشقاء
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء
لقد كان لي رفيق
واختار المسكين أن يفقد رفيقه
رأيت سنابل قمح تحني هاماتها
رأيت حملانا تحب الذئاب
وغاضت ابتسامتي في سفر طويل
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء
يا لأيتام الخميس التي أضعتها
في عيني الميتتين
ربما كانت لي خطيبة في سيئول
لقد قيل لي : أيها الملون
كما تقال كلمة مجرم
ثم فقأوا عيون قيثارتي
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو أعرف اسم الشقاء
زبغتة
رأيت مدينتي
في مخاضها العظيم
أيها التاريخ؟
إذا قدر لك أن تنطلق من أرضنا
فلأن الشمس قد اختارت مهدها
في الشرق
الشقاء نفسه يتألب ضدنا
وددت لو أعرف اسم الشقاء
إن جاري الأثير لدي
هو دائما الجندي
الذي لم ير الفرح في حياته
الفرح الذي صنعته يداه
أما العيد فانه لأولئك الذين يعيشون في عيد دائم
الشقاء نفسه يتألب ضدنا
وددت لو اعرف اسم الشقاء
لامي وللحمامة
اسم واحد
أمي التي ما تجف دموعها
لقد ابيض شعرها وقسا
كقلوب رجال الدرك
ما أكثر الأغاني التي تعرفها
الأغاني التي لا تردد إلا همسا
الشقاء نفسه يتألب علينا
وددت لو اعرف اسم الشقاء
أخبروني عن القبلة التي حرمت منها
قولوا لي شيئا عن هذه الصحراء
التي أستمد منها أناشيدي
أخبروني عن غزالتي التي قتلوها
وزهرتي التي حرموها من البستان
قوا لي: ما الذي يبرر كل هذه الآثام؟
مالذي يبرر مائة ألف حماقة؟
مائة ألف جريمة؟
قولوا لي: لماذا يعب المرعوبون كل هذه الكحول؟
لماذا يرتعدون من الأسود الحبيسة
في منفاها؟
ولكن
أخبروني قبل كل شيء
كيف حال الجزائر ؟