فاطمة ناعوت

1964 / القاهرة

كلوسترو فوبيا - Poem by ف

الفنارُ الذي انتزعوا أحداقَه
واستبدلوا بها كوّةً بقُطْرِ الرأسْ
لم تتوقفْ مدينةٌ أمامَه مرتين
أحذيتُهم
ثقيلةُ الخطوِ
لا تمرِّرُ عطري إلى أنوفِهم
يسيرونَ بعيونٍ أفقيةٍ
و أعناقٍ ثابتةْ
بينما صوتي
يرتدُّ إليّ
من منتصفِ الارتفاعْ
الفنارُ القديمْ
الذي ظلُّه يتمددُ
كانتحارِ سمكةِ قرشٍ فوق لوحةٍ صفراءْ
لم يكترثْ لزفيري
أعُدُّ به الأيامَ فوق الزجاجْ
و أعُدُّ دوائرَهمْ
متوازيةً على الرمالْ
و كثيرةْ
الرمالْ
التي ضيَّعتْ قطرتي الأخيرةْ
القطرةَ الباقيةَ في قنينةِ عطرٍ
جلبَها أبي من بغدادْ
قبل عشرِ سنين
الضوءُ
اقتراحي الأخيرْ
كأن أمرِّرَ إشاراتٍ متقطعةً لا يعوِّقُها صخبُ الأقدامْ
ولا
تصلُّبُ عضلاتِ العنُقْ
و حدَه الضوءُ
يفلِحُ في التعاملِ مع الصممِ الإراديّ
صممُهم
الذي يخلِطُ بين نداءاتي
وصفيرِ الواقفِ عند الرايةِ السوداءْ
يعدُّ الغرقى
يلزمُني
- مرآةٌ
- شعاعٌ ممتدٌ
- و اتكاءةٌ مزمنةٌ
فوق حافةِ الشباكْ
140 Total read