بدر الدين الحامد

شاعر العاصي] (1897-1961 / حماة

الناعورة - Poem

أأنُواحٌ مُردَّدٌ
أم حديثٌ عـن الزمـان بـلــــــــــــــحنِ
لستُ أدري فقـد تَدلّهَ مـنــــــــــــــــي
بتـراجـيعهـا فؤادي وأُذنـــــــــــــــي
أسلـمتـنـي نـاعـورتـي لخـيـــــــــــالٍ
أنـا مـنه عـلى جنـاح الــــــــــــتظنّي
أرجع القهقـرى فأُبصر مـنهــــــــــــــا
مـا بنـاه الرومـانُ هـيكلَ فــــــــــــنِّ
تقطع الـدهـرَ بـالـتعـنّي ولكـــــــــــن
سـيرُهـا فـيـه بـالرضى والــــــــــتأنّي
وهـي فـي روضهـا النضـير فتـــــــــــاةٌ
ذاتُ دَلٍّ مُحــــــــــــــــــــــبَّبٍ وتَثنّي
بـل عجـوزٌ مـرّتْ عـلـيـهـا اللـيـالـــــي
وهـي مـنهـا عـلى هـــــــــــــوًى وتجنّي
بنـتُ هـذا الزمـانِ لا تـرهـب الـــــــمَوْ
تَ، وتقضـي أيـامَهـا بـالـتـمــــــــــنّي
مـن جـمـادٍ صِيغتْ وفـيـهـا حـيـــــــــاةٌ
أنـا مـنهـا بروحهـا وهـي مـــــــــــنّي
هـي تـوحـي لـيَ النظيـمَ وتـــــــــــروي
شعـريَ العذبَ فـي الصـبـابة عــــــــــنّي
والهـزارُ الغِرّيـدُ يأخذ عـنهــــــــــــا
فـيعـيـد الألـحـانَ مـن فـــــــــوق غُصن
وهـي فـيـمـا يُقـال لقّنَهــــــــــا الفَنْ
ـنَ، وحسنَ الغنـاءِ عفريــــــــــــــتُ جِنّ
يـطلع الـبـدرُ فـي السمـاء فـيحـلــــــو
سمــــــــــــــــــــــرٌ ممتعٌ بروضٍ أغ
ولصـوت النـاعـورةِ العذب مَعـــــــــــنًى
بـيـن كأس الطلى وشدوِ الــــــــــــمغنّي
عـلـمَ اللهُ أننـي مـن فراقـــــــــــــي
ذلك العـيشَ فـي سَقـــــــــــــــامٍ وحُزن
يـا زمـانـاً قـلـبتَ لـي فـي شبـابــــــي
إذ تطـيب الـحـيـاةُ ظهـرَ الــــــــــمِجَنّ
لكَ مـنّي عـلى الهـوى والـتـمــــــــــنّي
بـيـدي أن أُريـق فضلةَ دَنـــــــــــــــيّ
1478 Total read